الذي أعرفه أن الذي وردنا عن رسولنا في موضوع الضرب عامة حديث عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود
. وعملُ الرسول صلى الله عليه وسلم هذا لا يدل على تحريم الضرب ( وأقصد الضرب غير المؤذي وسأذكرهذا لاحقا) ولا كراهته- حسب علمي. كما ورد حديث خاص - في موضوع الضرب - بالصلاة والصغار " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرّقوا بينهم في المضاجع" أخرجه أبوداود وأحمد وهو حديث حسن صحيح كما رأيت في كتاب "أحكام الأطفال" لأحمد العيسوي.والسؤال: هل الأمر هنا للوجوب أم للندب أم للإرشاد أم للتأديب أم للإنذار ؟ يرى جمهورُ العلماء أن الأمر يدل على وجوب المأمور به ولا يُصرف عن الوجوب إلى غيره إلا بقرينة من القرائن تدل على ذلك فهل عدم وجوب الصلاة على ابن 7 سنوات وابن 10 سنوات قرينة تصرف الأمر إلى غير الوجوب؟؟ لعله. وهل هذا الحديث حجة لمن يستخدم العقاب البدني في المدارس ؟
ثم سؤال. هل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كلها عن وحي؟
وهل ينطبق عليها قولُه جل وعلا " ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى"؟
والذي اميل إليه أن هذه الآية واردة في شأن نطقه بالقرآن الكريم خاصة لا بكل ما ينطق به كما يقول د. عبدالمنعم النمر في كتابه "الاجتهاد".
يقول:" فلا دليل لهم فيها –أي الآية - على أن كل أحاديث الرسول مُوحى بها اليه او محروسة من الله يقر منها ولا يقر .............بل الصحيح ان منها ما ما هو كذلك عن وحي مقدما او محروسة بوحي ، ومنها ما ليس كذلك..." وجاء بأمثلة كحادثة تأبير النخل وكأرائه في قضايا عسكرية ومعاهدات وأمور قضائية لا يعرف فيها عليه الصلاة والسلام الظالمَ من المظلوم فيقضي للظالم لأنه ألحن في القول .وقد قرر ابنُ القيم الجوزية في كتابه "مفتاح دار السعادة" ج2 عندما تحدث عن قوله صلى الله عليه وسلم " لا يُورِدُ مُمرض على مُصح"( الممرض الذي إبله مراض والمصح العكس اي صاحب الصحاح منها) وقوله " لا عدوى"( وإن كان البعض يرى أنّ "لا " هنا ناهية وليست نافية) أن هناك عدة مسالك للجمع بين الحديثين وذكر بعضها وقال:"وقد سلك بعضهم مسلكا آخر فقال ما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان: أحدهما يخبر به عن الوحي فهذا خبر مطابق لمخبره من جمبع الوجوه ذهنا وخارجا وهو الخبر المعصوم والثاني يخبر به عن ظنه من امور الدنيا التي هم اعلم بها منه" وبين ان هذا القول يرى ان النبي رجع عن كلامه ب" لا عدوى" بعدما تبين له ارتباط لأسباب بعضها ببعض وعلق على هذا القول بقوله:" وهذا المسلك حسن" ولكنه لم يأخذ به لأنه اجتمع الفصلان في حديث واحد .